منتديات البـــــــــركان120

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عالم من العوالم


    دعوه الى ......... الهدايه

    زعيم البركان
    زعيم البركان
    Bo ASoM
    Bo ASoM


    ذكر
    عدد الرسائل : 233
    العمر : 34
    علم الدوله : دعوه الى ......... الهدايه 2
    رقم العضويه : 1
    sms :


    My SMS
    $[معا لرقي المنتدى وتحسينه الى افضل المراتب ]


    +( الاوســـمـــه )+ : +{ منتديات البركان120}+
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/01/2008

    1...15m دعوه الى ......... الهدايه

    مُساهمة من طرف زعيم البركان الأربعاء 27 فبراير 2008 - 1:15

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (وَاصبِر نفسَكَ معَ الَّذينَ يدعُونَ ربَّهُم بالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدُونَ وَجهَهُ ولا تعدُ عَينَاكَ عَنهُم تُريدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنيا)
    والصلاة على محمد الأمين وعلى آله الميامين والتسليم لله رب العالمين
    في منهج أهل البيت (ع) تفضيل واضح لسياسة الهداية على السياسة الدنيوية وما فيها من مناصب أو تسلط على الناس ، ونصيحة دائمة لمحبيهم بأن يبتعدوا عن مواقع الرئاسة والتسلط قدر ما يستطيعون ، ويفضلوا سياسة الهداية والإصلاح والدفاع عن الإيمان والدفاع عن المبادئ والأخلاق .. فهذا هو التكليف الأساسي للمؤمنين الموالين لرسول الله(ص) وآله الأطهار(ع) حتى مجيء المنقذ مهدي الإسلام والعالم (أرواحنا فداه) .. وقد يتصور البعض أن في هذا القول دعوة الى موقف سلبي أو إنعزالي ، وهذا تصور خاطئ ، فسياسة الهداية الأخروية هي قمة الموقف الإيجابي لأنها تجنب رجال الإيمان التورط بالمظالم والشبهات والمهمات الدنيوية وتجعلهم في موقع الهداية وموقع الدفاع عن الأخلاق والمبادئ وقيم الإيمان وموقع الرقابة على كل السياسات في المجتمع وموقع الرفض للظلم ، وهذه قمة الإيجابية ..
    وبما أن مجتمع المتدينين بات كبيراً صار من الطبيعي أن يكون المتدينون موجودين في مواقع الإدارة لخدمات المجتمع ولسياساته ومصالحه المادية الدنيوية .. وطبعاً نحن نتمنى أن يكون في مواقع السلطة والإدارة مؤمنين وشرفاء وأحرار ونزيهين مع التأكيد على أن يكون هؤلاء تابعين لصوت الهداية ولمبادئ الإيمان ، فالسلطات الإدارية ليست هي القائدة للمجتمع بل هي خادمة للمجتمع وليست هي قمة هرم المجتمع بل هي فئة من فئات المجتمع ، أما قمة هرم المجتمع فهي متمثلة برجال الإيمان المدافعين عن الدين والأخلاق والمبادئ والعدل ..
    من هنا يكون الواجب على من يقف في موقع السياسة الأخروية أي في موقع الدفاع عن المبادئ والقيم الإلهية أن ينبه أولئك الذين تصدوا الى المواقع السياسية والإدارية الدنيوية في المجتمع ويوضح لهم أن هذه المواقع هي باب فتنة عظيمة للإنسان والمجتمع وأنها لطالما أدت الى الإضرار بالإسلام والإيمان والمبادئ والأخلاق والعدالة سواء للفرد أو للناس عندما تصدى لها الفاقدين للورع والتقوى والعدل ..
    لذلك فنحن نقدم نصيحتين :
    النصيحة الأولى .. نقول فيها لكل من يجد في نفسه القوة للدفاع عن الأخلاق والمبادئ وعن مشروع الهداية والإصلاح والإيمان في المجتمع أن لا يزج نفسه في مواقع السلطات وأن يستمر في الدفاع عن الإيمان في المجتمع وأن يصبر في موقع الثورة الأخلاقية والدفاع عن المصالح الأخروية للناس والدفاع عن الأخوّة والمحبة والأخلاق والمبادئ ، لأن هذا الموقع هو الأخطر وهو الأهم وهو الأشرف ومن أجله عمل رسول الله (ص) وأهل البيت الأطهار (ع) وكل الأولياء والمصلحين ..
    النصيحة الثانية .. نقدمها للمؤمنين والشرفاء في أي بلد من البلدان من أولئك الذين يجلسون في مواقع الإدارة ومواقع السلطات ومواقع الرعاية للمصالح المادية والدنيوية للناس ومواقع التمثيل السياسي للأمة والمجتمع ، نقول لهم إن أخطر ما يضر بالأخلاق وبالعدالة هو مواقع السلطة والسياسة والإدارة ، ونقول لهم إن أكثر ما يضر بالمجتمع هم أهل الحركات الدينية إذا طمعوا في الدنيا وتركوا العدل والورع لأنهم يضرون بمصالح الناس الأخروية ويضرون بالدين وبمصالح الناس الدنيوية أيضاً.. لذلك نقول للمؤمنين وللشرفاء الموجودين في أي موقع من مواقع السياسة والسلطة احذروا الذنوب السياسية وأحذروا الأخلاق السياسية لأنها أخلاق لا تلتزم بالمبادئ الإلهية ولا تعرف التوكل على الله سبحانه ولا تجعل للعدالة القيمة الاولى في كل قرار خصوصاً أخلاق السياسة في زماننا فهي لا قلب لها ولا ورع لها ولا تحسب لله الحساب في أمورها وشؤونها ..
    وهناك مخاطر كثيرة يتعرض لها أولئك الذين يتصدون للمواقع السياسية وقد تؤدي الى وقوعهم في ذنوب كثيرة تبعدهم عن الله سبحانه وعن رضاه وتضيع تعبهم وجهودهم ومخاطرتهم وتذهب بها هباءاً منثورا لأنهم لم يصمدوا على المبادئ ..
    فمن هذه المخاطر والذنوب الكبيرة التي يتعرض لها المتدينون المتورطون في المواقع السياسية هي إحتمال إضرارهم بسمعة الدين عندما لا يلتزمون بمنهج العدالة أو لا يلتزمون بمنهج العفة والنزاهة في مواقعهم.. ومنها الوقوع في ذنب المساومات والتنازلات على حساب المبادئ وعلى حساب الدين والحق.. ومنها إستغلال المناصب لظلم الأبرياء أو لإضطهاد المخالفين أو للإستقواء على البسطاء .. ومنها تسلل روح الإنتفاع والإنتهازية الى العاملين في المواقع والمناصب السياسية الدنيوية ..
    ومنها تغليب المصالح المادية على المصالح الأخلاقية والمبدئية للفرد والمجتمع .. ومنها الوقوع في فخ التنافسات الحزبية والدعايات الإنتخابية وتوظيف الدين لها .. ومنها الإغترار بالمشروع السياسي الدنيوي وإعطاءه قداسة وكأنه المنقذ للأمة .. ومنها تفضيل المصالح الشخصية أو الحزبية الدنيوية المؤقتة على المصالح الأخروية الحقيقية .. ومنها الوقوع في ذنب إستخدام المناصب لإكراه الناس على قناعات ومعتقدات دينية.. ومنها أن يتحول أهل الدين من موقع المستضعفين الى موقع المستبدين والظالمين .. ومنها أن يباهي أهل هذه السياسة بجهودهم وأعمالهم ويعتبروها أشرف من أعمال أهل الهداية ..
    ومنها أن تسيطر عليهم أساليب الكذب والخداع والغش الإعلامي ويعتبروها مبررة ..
    ومنها الوقوع في ذنب الترويج للمفاهيم المادية الدنيوية الغربية بحجة العصرنة والحداثة .. ومنها الوقوع في ذنب إستخدام الصفات الشرعية لأجل التنابز بالألقاب والتنافس على الشعبية .. ومنها الوقوع في ذنب إضعاف همة الأمة على التحدي والصمود والترويج للثقافة الإنهزامية .. ومنها الوقوع في ذنب الترويج للطائفية وإستخدامها كسلاح سياسي بما يخالف العقيدة ..
    هذه بعض المخاطر التي يتعرض لها المتورطون بالمناصب السياسية والإدارية وهذه بعض الذنوب الأساسية التي ممكن أن يقعوا بها ، فعليهم أن يكونوا منتبهين وحذرين ليلاً ونهاراً إتجاه أنفسهم وإتجاه المبادئ وإتجاه نزاهتهم وإتجاه عدالتهم وإتجاه علاقاتهم وإتجاه أهدافهم ، فإذا غفلوا للحظات سقطوا في ما لا يُحمد عقباه ، وتحولوا من أبناء للحركة الدينية المدافعة عن الإيمان والعدالة وعن العزة والكرامة الى أبناء للدنيا مدافعين عن مصالحهم وأهواءهم وشهواتهم ومستغلين للدين وللسلطات لتحقيق مآربهم الدنيوية وغاياتهم الذاتية ..
    فمثل الذين خارج السلطة والذين داخل السلطة كمثل الفقراء والأغنياء ، فحساب الفقراء يسيرٌ يوم القيامة وحساب الأغنياء صعبٌ وعسير بما حمَّلوا أنفسهم من مسؤولية أمام الله ، وهكذا فإن حساب الذين خارج السلطات والمناصب وخارج مواقع النفوذ سواء في الدولة أو خارج الدولة يسيرٌ يوم القيامة ، أما الذين في مواقع الجاه والسلطة والنفوذ والقوة والتأثير والحكم فحسابهم صعب وعسير بما حمَّلوا أنفسهم من أمانة أمام الله جل جلاله .. فعليهم أن ينتبهوا لأنفسهم ويعلموا أن عين الله تراقبهم وأن الأمة لن تُخدع طويلاً بالذين يتاجرون بالدين وهم لا يجاهدون أنفسهم أمام شهوة السلطة وإغراءات الدنيا ، فمن تفرغ لسياسة الهداية فقد أنقذ نفسه وأنقذ الناس ومن عمل في السياسة الدنيوية فلينقذ نفسه بتجنب الذنوب .
    رجال الهداية هم رجال السياسة الحقيقية الأخروية
    إن المشكلة الحقيقية في وعي الأمة بل وفي وعي البشرية أنها تحترم موقع الرئاسة والسلطة المادية وتهمل موقع الرئاسة والسلطة الإيمانية ، وأنها تحترم السياسة الدنيوية وتهمل السياسة الأخروية ، وهذا الأمر كان منذ قابيل وهابيل ، كان الصراع بين أهل الإمارة الدنيوية وأهل الإمامة الأخروية ، وكانت الجماهير تلتفت الى الإمارة والسياسة والسلطة الدنيوية ولا تلتفت الى الإمامة والسياسة الأخروية والسلطة الروحية ، لذلك كان الناس على دين ملوكهم وليس على دين حكمائهم وربانييهم ومصلحيهم وهداتهم ، ولذلك أيضاً صار شائعاً في زماننا الإهتمام الشديد بالسلطات الدنيوية والسياسة الدنيوية ، حتى ذهب الى هذا الإتجاه أغلب رجال الدين وتُرِك موقع السياسة الأخروية وموقع الهداية إلا من بعض رجال الإيمان الذين يعرفون أن صلاح الأرض ليس بالسياسة الدنيوية وإنما بالهداية ونشر قيم الإيمان والأخلاق وكثرة ذكر الله والأدب في ساحته سبحانه والعدل وطلب الآخرة ونبذ حب الدنيا والإفتقار والورع والتقوى ومخافة الله جل جلاله .. فبهذه السياسة فقط تصلح الأرض ، وحينها تصلح حتى السياسة الدنيوية ..
    لذلك يجب أن نعلم أن رجال الإيمان والإصلاح والهداية والسياسة الأخروية في المجتمع هم مصدر الإصلاح الحقيقي الذي يجلب البركة لكل أهل الأرض ، وهم رجال السياسة التي تُصلِح ولا تُفسِد ، وهم رجال السياسة التي لا تنشر الفتن والخراب والحروب والنزاعات والأطماع والأحقاد والكراهية ، وهم رجال السياسة التي لا تعمل مستقلة عن الله ولا تُلهي أهل الأرض عن ذكر الله سبحانه ..
    فرجال الإيمان ورجال الذكر هم أهل السياسة الحقيقية ، والسياسة الأخروية هي السياسة الصالحة التي نحتاجها ، وهي سياسة لا تحتاج الى المناصب والسلطات والأموال والأسلحة لأنها تعيش بين الناس وتصل الى قلوب الناس وتوصل صوت الإيمان والذكر والإفتقار والخشوع وبالتالي تجلب الرحمة الإلهية والتوفيق والغفران الإلهي الى المجتمع مما يزيل البلاء عن المجتمع ويصلح شؤونه ..
    فرسول الله (ص) يقول : (من أصلح شأنه مع الله أصلح الله شأن الدنيا معه) .

    والحمد لله رب العالمين

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 1:56